للزمن قيمة ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير منفعة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل، من غير فتور بما يعجز عنه البدن من العمل.. وهل الأعمار إلا أعوام؟ وهل الأعوام إلا أيام؟ وإن عمرا ينقضي مع الأنفاس لسريع الانصرام، وإذا كملت العقول، اكتمل اغتنام الزمان، وتم إدراك شرفه، ومن عرف قيمة الزمن لا يكون إلا صاحب قصد واعتدال، فالزمن هو عمر الحياة، وميدان وجود الإنسان، ومساحة ظله وبقائه ونفعه وانتفاعه، بل أنفس من الذهب والفضة، وكل ساعة ودقيقة تمر فهي تدني من نهاية الإنسان، ولذا عليه أن يعرف قيمة الزمن فيستغله بما ينفعه ويبعده عما يضره. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على اغتنام العمر، فللزمن قيمة، اعتبرتها الشريعة، ويزداد الثمن بالأجل تقديرا للزمن، فهو رأس مال الإنسان في حياته، فإنه إذا ضاع لا يعوض، فالمبالغ المالية التي تقع على شرط الزمن لها قيمة مختلفة، وإن استوت من حيث الكم والمقدار، فالحاضر خير من المؤجل، والعين خير من الدين، وهذا يدل على أن للزمن قيمة. فيصل يوسف العلي .افتتاحية مجلة الوعي الإسلامي . العدد : 554 . سبتمبر 2011 . بتصرف